پيستوم ( جنوب إيطاليا ) – ( الثقافيّة )

لإعادة إحياء السياحة الآثارية المُستدامة بتزايد مُطّرِدْ وبرؤية تجريبية تنسجم ومتطلّبات مرحلة ما بعد جائحة كوڤيد – 19

ستنعقد الدورة الـ 23 من « البورصة المتوسّيطّة للسياحة الآثاريّة » في پيستوم (بمحافظة ساليرنو الجنوبيّة) من الخميس 19 إلى الأحد 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر بالتزامٍ كامل بتعليمات السلامة الخاصّة ببروتوكولات الوقاية الصحية من جائحة كوڤيد 19.

الهدف من هذه المبادرة هو التعريف بمواقع ووجهات الجذب الآثاري، تعزيز الترويج والتسويق، إعادة جدولة المواسم السياحيّة وزيادة الفرص الاقتصادية عبرزيادة وتعميق الوعي بالمواقع الآثارية وبأهميّة السياحة الثقافية والتراثية. وتسعى البورصة إلى تجذير تميّزها بكونها فضاءً وفرصة لقاءٍ ما بين المختصّين في السياحة والعاملين في مجالات الثقافة وربطهم مع السيّاح والمُعجبين.

ويجدرُ التأكيد على أهميّة تطوير أواصر التعاون بين الشعوب، وفي هذا الإطار، يأتي حضور مدير متحف باردو التاريخي بتونس وأبناء الآثاري الأكاديمي السوري الشهيد خالد الأسعد، تعبيراً عن الالتزام المتواصل بمبدأ التعاون الذي عبّرت عنه البورصة في السنوات الأخيرة، وهو ما جعلها جسراً للحوار بين الثقافات ومن أفضل نشاطات الدبلوماسية الثقافية ليس ما بين دول منطقة البحر الأبيض المتوسط، فحسب، بل مع عدد آخر من الدول المشاركة التي يتواجه ممثّلوها فيما بينهم ومع زوّار البورصة والمواقع الآثاريّة في المنطقة، ما يخلقُ تبادلاً متواصلاً للخبرات والمعارف.

ويُتوقّع أن يحضر ندوات ولقاءات دورة هذا العام 300 متحدثاً و100 صحفياً معتمداً وأن يُقام 120 مشغلاً وعرضاً و60 مؤتمراً واجتماعاً.

وتحظى البورصة منذ بدايات تأسيسها بتعاون مثمرٍ مع الهيئات الدولية كاليونسكو ومنظمة السياحة العالمية وبالممشاركة المتميّزة لوزارة الثقافة والسياحة الإيطاليّة، التي تُقيم معرضها السنوي في جناح بمساحة 300 متر مُربّع.

وفي إطار حديثه عن الدورة القادمة للبورصة وعن مستقبل السياحة الثقافية والآثارية بعد الطوارئ الصحية المرتبطة بكوفيد 19، أكّد مؤسس ومدير البورصة الدكتور أُوغو پيكاريلّي بأنّ ”دعوة وزير الثقافة والسياحة الإيطالي داريو فرانتشيسكيني إلى تنفيذ مشروعٍ الخطوات الثلاث لإعادة تنشيط السياحة في الجنوب تُبشّرُ بالخير“، وأضاف أنّ بالإمكان اعتبار ” تلك الدعوة بمثابة خارطة الطريق للاستفادة من خطط الدعم الأوروبي وفرصة فريدة لإعادة إطلاق جناحَيْ بلدنا الجميل، بالعودة إلى الحركة بالإيقاع المعتاد والمُتجدّد وللترويج للمنتجات السياحية إنطلاقاً من الخصوصيات المُميّزة للمناطق والمواقع“.

وشدّد پيكاريلّي على أنّ ”من الضروري والهام للغاية إعادة تأهيل ما بإمكاننا عرضه للزّوار، ورفع درجات الوعي بالمخاطر التي يواجهها كوكبنا بسبب إغفال ضرورات احترامه“؛ ”كما أنّ هناك“، أضاف پيكاريلّي ”ضرورة إلى أن يتحوّل ما تسبّبت به الجائحة الحالية من آضرار إلى حافزٍ لتفعيل فوري للمسار الممكن والوحيد في إطار السياحة، أي السياحة المستدامة والصديقة للبيئة“.

وقال پيكاريلّي بأنّ ”المسافر المعاصر، الذي كان يُعرف في ما مضى بالسائح، صار الآن يبحث بشكل متزايد عمّا يُثير فيه الانفعالات ويُلبّي احتياجاته للمعرفة، ومن بين كلّ هذه السياحة المُفَعِّلة للتجارب“.

وبصدد مواقع الجذب الآثاريّة الكبيرة، فقد أكّد مؤسس ومدير البورصة المتوسّطيّة للسياحة الآثارية في پيستوم على أنّ ”من الضروري إعادة النظر في طبيعة التدفقات السياحية: إذْ ينبغي أن يكون النهج المستدام في هذه الحالة وسيلة لزيارة الأماكن مع احترام التراث الثقافي“، إلاّ أنّّ نوّه إلى أنّ ”السياحة المستدامة تعني قبل كل شيء التقييم الحقيقي لأهميّة المواقع أيّاً كانت، وإعادة اكتشاف المناطق الداخلية والخفية ومعرفة التراث الذي غالباً ما يتمّ تجاهله بسبب وقوعه خارج بُقعة الإضاءة الإعلامية، والذي يُشكّل، على أي حال. جزءاً أساسيّاً من هويتنا“. فـ ”من خلال التعريف بالوجهات الآثارية الصغيرة“، قال پيكاريلّي ”سيتم سبر أغوار المنطقة واكتشافها، ما يُتيح دوران العجلة الاقتصاديّة. فالحديث عن السياحة الثقافية والمستدامة يعني قبل كل شيء مواجهة العديد من الجوانب، ليس البيئية فحسب، بل أيضاً الاجتماعية والسياسية: إنه موضوع واسع وهام لمستقبل مُدننا وأرضنا الأم“.

وختم پيكاريلي حديثة قائلاً ”بطبيعة الحال، وكما اعتدنا في كل عام، سيتم تنفيذ البرنامج بالتركيز قبل كل شيء على تعليمات الوقاية الصحية التي سُتنفّذ في أيام إقامة البورصة وبالتنسيق مع بلدية Capaccio Paestum، ومع إدارة المحميّة الآثارية في Paestum و Velia، ومع إقليم كامپانيا (عاصمتها نابولي) التي أدرجَتْ « البورصة المتوسّطيّة للسياحة الآثارية في پيستوم » ضمن تقويمها الرسمي للمعارض السياحية في عام 2020“.